اعلانات يوم جديد

الخميس، 1 أكتوبر 2009

ملخص مواضيع منتديات يوم جديد: “دلوقتى تقدر تتكلم مكالمات دولى ببلاش كل يوم 30 دقيقة ...!!!” plus 14 more

ملخص مواضيع منتديات يوم جديد: “دلوقتى تقدر تتكلم مكالمات دولى ببلاش كل يوم 30 دقيقة ...!!!” plus 14 more

Link to ملخص منتديات يوم جديد

دلوقتى تقدر تتكلم مكالمات دولى ببلاش كل يوم 30 دقيقة ...!!!

Posted: 01 Oct 2009 07:40 AM PDT

دلوقتى تقدر تتكلم مكالمات دولى ببلاش كل يوم 30 دقيقة ...!!!
أول حاجة أدخل على الرابط ده

من هنـــــــــــــــــــــا
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

وحاول تعمل أكبر دعوة للإشتراك فى البرنامج ده لأكبر عدد من الأصدقاء
وكل ما يكون فى أصدقاء مشتركين عن طريقك أكتر كل لما رصيدك يزيد أكتر

ولو إنت ليك عضوية فى الـ FaceBook هيكون ليك رصيد إضافى Bonus
ولو إشتريت مكالمات هيكون سعر الـ 1150 نقطة بسعر الـ 1000 نقطة

يللا مستنى إيه إشترك دلوقتى وإعمل كليك على الرابط لبدء عملية الإشتراك

من هنـــــــــــــــــــــا
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

من هنـــــــــــــــــــــا
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

اهداء لعيون اعضاء المنتدى
يارب تعجبكم
وفى انتظار ردودكم


مصطفى ادبس على كرسى الاعتراف

Posted: 01 Oct 2009 07:03 AM PDT

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلا ياجماعة مصطفى ادبس على كرسى الاعتراف
يلا كله يضربه
:n200686::n200686:


حرمة "الاغاني" كفي اغاني كفي موسيقي؟؟

Posted: 01 Oct 2009 06:14 AM PDT

اخوانى السلام عليكم

فى هذه الايام التى استحل كثير منا الاغانى والمعازف بعلم وبجهل

لزاما علينا ان نستغفر الله وان نتوب اليه

وان نهجر الاغانى والمعازف

وان نملأ قلوبنا بالايمان بسماع كلام الله وهو القرآن


اليكم الموضوع

حرمة الأغاني

واعلم أيها المسلم! أن الأغاني حرام، حرمها علماء الإسلام وإن قلت بالإجماع ما أبعدت القول،وقد دل على ذلك آيات وأحاديث وقال عليه الصلاة والسلام في الصحيح: {ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف } وقال عليه الصلاة والسلام عند [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] وغيره بسند صحيح {إني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة، وصوت عند مصيبة } الدف والطبل حرام للرجال، والموسيقى والعود والكمنجة، حرام للرجال وللنساء، وإنما الجائز للنساء فحسب الدف في الأعراس، أن يضربن بالدف وحدهن بلا خلطة، مع رجال، وبلا نظر إلى رجال، وبلا قول فحش. أن يضربن بأيديهن بالدف لحديث [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] في ذلك. الغناء أفسد الشباب، وخرب البيوت، وأورث النفاق، وأتى بالزنا، وبغض القرآن إلى القلوب، وأخذ قطاعاً هائلاً من المسلمين وطردهم عن المسجد، وقطع الحبال التي بين العباد وبين الله.
في الغناء ثلاث مصائب

قال أحد العلماء: للغناء ثلاث مصائب:
أولها: قسوة القلب، فلن تجد مغنياً وقلبه لينٌ أبداً بل قلبه أقسى من الحجر ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً [البقرة:74].
ولذلك قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في بني إسرائيل فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ [المائدة:13].
والمصيبة الثانية: وحشة بين العبد، بين المغني وبين الله، المغني لا يقبل الذكر، لا يحب الندوات، لا يحب ذكر الله، لا يحب الدروس، أعرض وامتلأ من الفاحشة، قال [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] : " الغناء بريد الزنا وما داوم عبد على الغناء إلا وقع في الزنا والعياذ بالله " والمصيبة الثالثة: أنه يحرم غناء الجنة، من أدمن الغناء في الدنيا، صاحب أشرطة الكاسيت، صاحب العود، صاحب الكمنجة، صاحب الفيديو المهدم، صاحب الموسيقى، حرام عليه غناء أهل الجنة، قال الإمام [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] في [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] بسند صحيح عن [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة جوارٍ يغنين يقلن: نحن الناعمات فلا نبأس، نحن الخالدات فلا نبيد، طوبى لمن كنا له وكان لنا } دبجها [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] ونظمها فقال:
قال [عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] ويرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان
فتثير أصوات تلذ لمسمع الـ إنسان كالنغمات بالأوزانيا خيبة الآذان لا تتعوضي بلذاذة الأوتار والعيدانفمن حرم على نفسه الغناء؛ سمع غناء تطرب له القلوب حتى تتحرك أشجار الجنة من الغناء هناك نسأل الله من فضله.



ناجى : أربعة حراس مرمى مرشحين للانضمام للأهلي في حالة رحيل أمير

Posted: 01 Oct 2009 04:17 AM PDT



المصدر : EL-Ahly.com

كشف أحمد ناجى مدرب حراس المرمى فى النادى الأهلى عن نيته بالإتفاق مع الجهاز الفنى فى الفريق ولجنة الكرة فى النادى التعاقد مع حارس مرمى جديد لحراسة مرمى النادى وذلك فى فترة الإنتقالات الشتوية فى يناير القادم أو مع بداية الموسم على أقصى تقدير.

وقال ناجى بأنه يتابع بعض حراس المرمى من أجل ضم أحدهم للفريق ولكن بعد موافقه أنديتهم وهم الهانى سليمان حارس مرمى الإتحاد ومحمد صبحى حارس مرمى الإسماعيلى ومحمود أبو السعود حارس مرمى المنصورة وكذلك شريف إكرامى حارس مرمى الجونة وأخرين وذلك فى حالة إحتراف أمير عبد الحميد حارس مرمى الفريق.

وأضاف بأن النادى لم يصله أى عرض رسمى لإحتراف أمير عبد الحميد وفى حالة وصول العرض المناسب سيتم دراسته جيدا وإتخاذ المناسب لمصلحة الفريق واللاعب وفى حالة إحتراف اللاعب أو إنتقاله لأى من الأندية ستكون الضرورة ملحة للتعاقد مع حارس جديد متمنيا موافقه ناديه على ذلك.

وأكد ناجى على ثقته فى حارس مرمى الفريق الحالى أحمد عادل عبد المنعم والذى يؤدى مباريات جيدة ومستواه يزيد من مباراة لأخرى ويكتسب خبرة كبيره فى وقت قصير متمنيا له التوفيق فى المباريات القادمة وكذلك الفلسطينى رمزى صالح وأمير عبد الحميد.

وأختتم ناجى تصريحاته قائلا بأن الفترة القادمة ستكون أكثر وضوحا وأن النادى لن يبخل فى تدعيم صفوف الفريق فى أى مركز مؤكدا ثقته فى حراس مرمى النادى الحاليين ومتمنيا من الجماهير مساندتهم ومساندة الفريق فى الفترة القادمة كعادة جماهير الأهلى الوفية والتى هى أحد أهم أسباب نجاح الفريق.


حصري نسخه الحالات الطارئه Windows 7 Live CD

Posted: 01 Oct 2009 03:29 AM PDT







حصري نسخه الحالات الطارئه

Windows 7 Live CD




1-
يسمح لك بسرعة بدء العمل مع الكومبيوتر
2-تجنب عملية طويلة تركيب نظام التشغيل وإطلاق نظام تشغيل تقليدي يتطلب عدة ساعات
3-استعادة البيانات وفحص قدره جهازك على احتواء هذا النظام
الحجم خيالي
412 MB

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

:n200676::n200674::n200676:


القمار &&والمال الحرام

Posted: 01 Oct 2009 02:53 AM PDT

القمار والمال الحرام


يقول الله تعالى في سورة النساء: يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً .

من الآفات التي أصبح مجتمعنا يشكو منها أكل أموال الناس بالباطل، أي أكل أموال الغير ظلماً وعدوانا كالغصب والخيانة والاحتيال والخداع والغش في المعاملات والقمار.

وفي هذه الآيات الكريمة ينهانا الله سبحانه وتعالى عن أكل أموال الناس بالباطل بشتى أنواع الطرق والوسائل.

وقوله تعالى: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم أي أن تكون تجارة حرة شريفة بعيدة عن المرواغة والغش والخداع، وقد حذر عليه الصلاة و السلام من أكل الحرام عموماً بقوله: (كل لحم نبت من حرام من حرام فالنار أولى به).

و لقد حرم الله القمار وسماه ميسراً في قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .

وسبب تحريمه أنه أكل أموال الناس بالباطل المنهي عنه في الآية السابقة، لذلك فالميسر أو القمار هو من أكبر الكبائر، حيث ذكر الله عز وجل بالخمر والأنصاب والأزلام، والغاية من تحريمه أن الله تعالى يريد من المسلم أن يكسب معيشته بالطرق المشروعة كالبيع والشراء والفلاحة والصناعة وسائر الحرف والمهن.

والقمار يجعل الإنسان يعتمد على الحظ والصدفة والأماني والأحلام الكاذبة، دون الاعتماد على الله عز وجل والتوكل عليه في مباشرة الأعمال الدنيوية المشروعة، هذا ومن جهة أخرى فإن الإسلام يعتبرالمال الحلال له حرمة.

فلا يجوز أكله بالباطل، والرسول يقول: (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، إلا عن طريق معاملة شرعية أو عن طيب نفس منه بهبة أو صدقة، أما أخذه منه غصباً عن طريق القمار فهذا هو عين الحرام وأكل المال بالباطل.

وحرم الله القمار أيضاً لأنه يورث العداوة والبغضاء بين الناس، وإن أظهروا بألسنتهم الرضا فإنهم دائماً بين غالب ومغلوب، والمغلوب وإن سكت فإنه يسكت عن حقد وعداوة شديدة و يحقد على من خاب أمله ويعادي من فشلت صفقته، وخسرت تجارته، والخسارة تدفع الخاسر إلى المعاودة لعله يعوض في المرة القادمة ما خسره في المرة السابقة، وكذلك الغالب تدفعه نشوة الربح إلى التكرار، ويدعوه قليل الربح إلى كثيره، ولا يتركه فيؤدي ذلك إلى الإدمان على هذه الآفة وعدم التوبة منها حرصه أن يقلع ويتوب، وصاحب نادي القمار كالمنشار في كل مرة يأكل من الفريقين، وفي أكثر الأوقات كل مال المتقامرين يتجمع له، وبعد برهة ينتقل الرابح من نشوة النصر إلى غم الإفلاس والخسران، وهكذا دائماً أبداً بشكل يشد كلاً من الرابح والخاسر إلى طاولة اللعب ولا يمكنه من الإفلات عنها .

وهذه هي كارثة الميسر على الفرد والمجتمع، زد على ذلك أن المقامر مشغول عن واجبه تجاه ربه وواجبه نحو ذريته وأولاده وبيته، ولا شك أن من دخلت هذه المعاملة المنكرة قلبه فأحبها فقدلا يتورع من أجلها أن يبيع دينه وعرضه ووطنه، فإن علاقته بهذه الكبيرة تغرس في قلبه حب المقامرة بكل شيء وحتى بشرفه وعقيدته وقومه ووطنه في سبيل كسب باطل موهوم.

وصدق الله العظيم حيث يجمع بين الخمر والميسر في آياته وأحكامه فهو سبحانه يعطينا النتيجة المترتبة عن الخمر والميسر ويبين أضرارها على الفرد والمجتمع والأسرة والوطن والأخلاق بقوله تعالى: إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .

وفي إحدى الولايات المشتهرة بالقمار بات يعرف عندهم أماكن كثيرة مرتفعة يلقى المقامرون أنفسهم منها لينتحروا بعد الإفلاس من كل ما يملكونه فبعد أن يلعب المقامر على كل شىء يملكه بما فيها، زوجته وسيارته فإذا خسر طاولة اللعب صعد إلى هذه الأماكن.. لينتحر أي ليقتل نفسه والعياذ بالله.

ذلك أن المقامر قليل الشرف والدين والضمير و الأخلاق.

لا يتحرج عن تقديم زوجته وبناته لكسب المال ليلعب به، ويبيع كل شيء تصل إليه يده ليقامر به حتى فراشه الذي ينام عليه، وهذه مسائل مشاهدة رأي العين في المقامرين تجده يقترض في أول الشهر وقد يسرق من طعام أطفاله كل ذلك من أجل القمار.

لقد اتخذ القمار في البلاد صفات وألواناً متعددة، فهيئت له النوادي، وبنيت له المراكز الخاصة به، وأصبح له رواد من الأغنياء والفقراء، وكل هذا من حملات الفساد التى دخلت على المجتمعات ولم تكن فيهم و قد أطلقوا على القمار أسماء كثيرة فسموها باللوتو واليانصيب، ونشروها بين أبناء المسلمين ليستغلوا بها العقول ويستولوا بها على الضمائر، فدخل القمار البلاد الإسلامية بجميع أنواعه، ولربما هناك بعض أنواع القمار محرمة في بلاد غير المسلمين، لكن في بلاد المسلمين مباحة وأبوابها مفتوحة بكل حرية ومزدحمة بالطماعين المتكاسلين والعاطلين، فاشتغل كثير من الناس بهذه الآفة الخطيرة (القمار) وتعلقت قلوب الرجال والنساء والأطفال بالربح الخيالي الذي ينتظرونه في كل لحظة عن طريق الميسر والقمار، والمستفيد الوحيد من هذا كله هم أعداء المجتمع الذين لاتشفق قلوبهم على تفكيك الأسر وهدم البيوت من وراء القمار، والمسؤولية العظمة والعلاج الناجح يبقى وإنما بيد المجتمع عموماً حكاماً ومحكومين، رؤساء ومرؤوسين، فكم من أولاد في الشوارع من غير تربية ولا تعليم وكان سبب هذا التشريد أبوهم المقامر، وكم من نساء خرجن للبغاء والفساد بسبب القمار، وكم من أرواح أزهقت ونفوس قتلت وخاصة من الشباب بسبب هذا الداء العضال داء القمار والميسر والجالية التى تغربت عن البلاد ينبغي أن تعي تماما أن هذا الداء يحمل من هنا وهناك وينشر بين الناس ألا فاحذروا وأقلعوا عن هذه المعاملة المحرمة، وهذا الفعل الشنيع الذي حرمه ربنا في كتابه ورسولنا في سنته وأجمع المسلمون على تحريمه حيث يؤدي العمل به إلى أكل أموال الناس بالباطل والاعتداء على أموال الناس وغصبها، والواجب على كل مسلم أن يكسب المال من الحلال ليكسبه من الطرق المشروعة النظيفة الخالية من الشبهة والريبة، فالرسول يقول: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً).



حكم ""اللحم الغير مذبوح"" علي الطرية الشرعية

Posted: 01 Oct 2009 02:52 AM PDT

حكم اللحم الغير مذبوح على الطريقة الشرعية


حكم الاكل من اللحم الذي لم يذك ذكاة شرعية

اعلم أن الذكاة الشرعية تكون بقطع مجرى الطعام والشراب ومجرى النفس بما له حدّ، بشرط أن يكون الذابح مسلماً أو يهودياً أو نصرانياً. فإذا حصل هذا وكان المذبوح مأكولاً حلَّ الأكل منه لمن علم، وأمّا ما كان موته بما لا حدّ له، كأن مات بسبب التردّي أو الغرق أو شيء يزهق الروح بثقله لا بحدّه فلا يحلّ أكله. وأيضاً لا يحلّ أكل ما لم يعلم هل ذابحه هو ممن يصحّ تذكيته أم لا، لأن أمر اللحم في هذا أشد من أمر الجبن والحلوى ونحوهما، فإنه إذا شك شخص هل في الحلوى التي بين يديه أو الجبن الذي بين يديه نجاسة جاز له الأكل منه مع الشك، وأمّا اللحم فلا يجوز الشروع في أكله مع الشك في ذكاته كما نصّ على ذلك الفقهاء كابن حجر الهيتمي والسيوطي من الشافعية والقرافي من المالكية وغيرهم. بل تحريم اللحم الذي لم يعلم طريق حله بأنه شُك في ذلك مجمع عليه.

ففي الفتاوى الكبرى لابن حجر الهيتمي (1): " وسئل نفع الله ببركاته عن شاة مذبوحة وجدت في محلة المسلمين ببلد كفّار وثنية، وليس فيهم مجوسي ولا يهودي ولا نصراني، فهل يحلّ أكل تلك الشاة المذبوحة التي وجدت في تلك المحلة أم لا؟ فأجاب: بأنه حيث كان ببلد فيه مَن يحلّ ذبحه كمسلم أو يهودي أو نصراني، ومَن لا يحلّ ذبحه كمجوسي أو وثني أو مرتد، ورؤي بتلك البلد شياه مذبوحة مثلاً، وشكّ هل ذبحها مَن يحلّ ذبحه لم تحلّ للشك في الذبح المبيح والأصل عدمه " ا. هـ.

وفي الأشباه والنظائر للسيوطي (2) ما نصّه: " الفائدة الثانية: قال الشيخ أبو حامد الإسفراييني: الشك على ثلاثة أضرب شك طرأ على أصل حرام، وشك طرأ على أصل مباح، وشك لا يعرف أصله، فالأول مثل أن يجد شاة في بلد فيها مسلمون ومجوس فلا يحلّ حتى يعلم أنها ذكاة مسلم لأنها أصلها حرام وشككنا في الذكاة المبيحة " ا. هـ.

وفي كتاب التاج والإِكليل لمختصر خليل (3) باب الوضوء نقلاً عن شهاب الدين القرافي ما نصّه:

" الفرق الرابع والأربعون بين الشك في السبب والشك في الشرط، وقد أشكل على جمع من الفضلاء قال: شرع الشّارع الأحكام وشرع لها أسباباً وجعل من جملة ما شرعه

من الأسباب الشك، وهو ثلاثة مجمع على اعتباره كمَن شك في الشاة المذكّاة والميتة وكمَن شكّ في الأجنبية وأخته من الرضاعة ا. هـ.

أي أنَّ تحريم ما شُك فيه من اللحم مسئلةٌ إجماعية، فلا التفات إلى ما يُخالفُ هذا الإِجماع من قول بعضِ أهلِ العصر المتعالمين، وهؤلاء ضرّوا النَّاسَ برأيهم المخالف للإِجماع في البلاد العربية وفي أوروبا وأمريكا، ومَوّه بعضهم بإيراد حديث أخرجه البخاري (3) على غير وجهه، والحديث وردَ في ذبيحةِ أناس مسلمين قريبي عهد بكفر وذلك لقول عائشة: " يَا رَسولَ الله إنَّ أناساً حديثي عهدٍ بكفرٍ يأتوننا بلحمان لا ندري أذُكِرَ اسم الله عليها أم لا، فقال: "سمّوا اللهَ أنتم وكلوا"، ومعنى الحديث أن هذه اللحوم حلال لأنها مذكّاة بأيدي مسلمين ولو كانوا حديثي عهد بكفرٍ، ولا يضرّكم أنكم لم تعلموا هل سمّى أولئك عند ذبحها أم لا، وسمّوا أنتم عندَ أكلها أي ندباً لا وجوباً. لأن التسمية سنّة عند الذبح فإن تركها الذابح حل الأكل من الذبيحة .

فمن أين مَوّه هؤلاء بإيراد هذا الحديث على غير وجهه فكأن هؤلاءِ قالوا إنَّ الرسولَ أحلَّ أكل ما لم يُعلم هل ذابحه مسلمٌ أم مجوسي أم بوذي أم غير ذلك بالاقتصار على التسمية عند الأكل، وهذا لم يقلّهُ عالم مسلمٌ قطّ، فليتّقوا اللهَ هؤلاء المتهورون، وليعلموا أنَّ الإِنسان يُسألُ يوم القيامةِ عن أقواله وأفعاله وعقائده .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الفتاوى الكبرى (1/ 45 و 46).

(2) الأشباه والنظائر (ص/ 74).(3) التاج والإكليل لمختصر خليل، انظر هامش كتاب مواهب الجليل شرح مختصر خليل (1/301).

(3) صحيح البخاري : كتاب الذبائح والصيد والتسمية على الصيد : باب ذبيحة الأعراب .


"الخيانة"

Posted: 01 Oct 2009 02:50 AM PDT

(الخيانة )


هذه الكلمة صارت لما تقال يذهب فكر السامع إلى أنها فقط في المعاشرة الغير شرعيه وكثير من النساء والرجال يحملونها ىعلى أن فلان خان الزوجة وذهب إلى غيرها ، و تركوا أموراً كثيرة معدودة من الخيانة فما هي الخيانة التى حذر منها الشرع . الخيانة أمر مذموم في شريعة الله. تنكرها الفطرة ،وترفضها الطبيعة السوية إن الله لا يحب الخائنين . و إن الله لا يهدي كيد الخائنين إن الله لا يحب كل خوان كفور إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً فالخائن المنافق لا يحبه الله ،هذا الخائن وإن اندس بين الناس ،وإن عرف كيف يرتب أموره بحيث لا يفتضح أمام عباد الله ،فأين يذهب يوم القيامة. ألم يفكر في الفضيحة في ذلك اليوم.سوف ترفع له راية يوم القيامة أمام الناس زيادة في النكاية به ،يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه الشيخان:((لكل غادر لواء يوم القيامة ،يقال:هذه غدرة فلان)) فكل من كانت ولايته أعم وأشمل ثم خان من تحت ولايته ،فلاشك بأن جرم هذا أكبر من جرم من هو أقل منه في الولاية.



وكلما كانت المسئولية أعظم ثم حصل الخيانة كان الإثم أعظم. والله تعالى يقول: وتخونوا أماناتكم .خيانة الأمانات كلها حرام ،وهذه تشمل ما يتعلق بحقوق كل ذي حق ،نحن مستأمنون عليه. فليحذر الموظف من خيانة الأمانة ،بتعاطي الرشوة ،أو إتعاب أصحاب المعاملات وتأخيرهم بقصد التسلط فإنها خيانة للأمانة. وليحذر أصحاب المناصب والمراكز ولاسيما التى ترفع راية الدين والصلاح والأمانة من التخوض في المال العام دون وجه شرعي فإنها خيانة للأمانة وأعظم بها من خيانة يقول عليه الصلاة والسلام ((إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة )) فالمال الذي يجمع باسم أعمال البر والخير من الله الذي يجب المحافظة عليه بالأمانة الشرعية فوضعه بغير محله وصرفه على غير الوجه الذي دفع لأجله خيانة وأي خيانة والمراءة تستأمن على مال الزوج فتهدره بغير حق ولامنفعة خيانة والرجل كذلك مؤتمن على أهله فليحذر من خيانة الأعمال .وليحذر كل الذين أسندت إليهم أمور المسلمين أو هم تسلطوا عليها من خيانة الجالية فمن الخيانة أن يفتى من لاعلم له في الدين في أمور الحلال والحرام ومن الخيانة أن يمدح المفتى فلاناً أمام الناس ويزكيه بما ليس فيه وكذا العكس بل من أشد الخيانة خيانة الأمانة الشرعية أن يستأمن الرجل على الدين فيتخذه سلماً للوصول إلى المناصب والأموال، وليست الخيانة محصورة بالمعنى المتعارف اليوم بين الزوج والزوجة،من علاقة محرمة ،أو اتصال بأجنبي فإنها نوع من الخيانة للأمانة أنما معتاها أعم وأشمل فهناك خيانة بالقول وبالعمل كأن يوهم الناس أنه أهل للأمانة وهو ليس كذلك أو يخون بالعهود فليس من شيم المسلم أن يؤتمن فيخون بل تلك صفة المنافق .وليحذر كل راع مسؤول عن رعيته من خيانة ما استؤمن عليه. الخيانة من صفات المنافقين ،والأمانة من صفات المؤمنين ،فاختر أي الطريقين شئت، وتخيّر أي الوصفين تريد.قال صلى الله عليه وسلم:((لا إيمان لمن لا عهد له ،ولا دين لمن لا عهد له))[رواه الإمام أحمد].ومعنى لاإيمان لمن لاعهد له في هذا لاحديث أي لايكون مؤمنا كاملاً من لم تكن عنده صفة الأمانة . وإنه لا صلاح لأمة استشرت فيها الخيانة ،ولا بقاء لمجتمع تفشى فيه الخيانة ،ولا كرامة لأناس صارت الخيانة من أعمالهم وسلوكهم هل يمكن لخونة أن يصلحوا وضعاً ،أو أن يقيموا أساساً ،أو أن يشيدوا عمراناً وحضارةً أو أن ينصروا دعوة أو ديناً لا يمكن أبداً ،يوسف عليه السلام عندما طلب من ملك مصر أن يجعله على خزائن الأرض ،وهو في مصطلحنا المعاصر وزيراً للمالية.كان يعلم من نفسه أنه ليس بخائن ،ولا يمكن أن تخطر الخيانة بفكره أبداً وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم قال: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وأعظم ما تكون به الخيانة إذا كانت خيانة لعباد الله المؤمنين؛ بأكل أموالهم بالباطل ظلمًا وعدوانًا، وما نسمعه اليوم ونراه من فشو الكذب والخداع والغش والتزوير والسرقة والاختلاس وكثرة شهادة الزور وقول الزور والمطل بالحقوق وانتشار الرشوة وتسلط الخونة على الناس في كثير من المجالات في العمل التجاري فكم حصلة الخيانة ومانشهده اليوم من تلميع وتصدير مفتي العصر على الفضائيات وبين المجتمعات ليغيروا الحقائق ويبدلوا الثوابت من أقبح الخيانات حيث فيه إيهام وغش للناس ، الرجل إن أوهم الناس أنه أهلاً للتقوى والورع والإستقامة ثم راح يفتى بغير ما أنزل الله ويقول ويفعل القبائح فقد خان من ائتمنه، والفتاوى الشاذة من الخيانة وتضليل الناس عن الصواب كل هذا من أعظم الخيانة للأمانة الشرعية، حتى أصبح الكثيرون اليوم لا يعبؤون بالأمانة، ولا يقيمون لها وزنًا، ترى الصديق يخون صديقه والعامل يخون صاحب العمل والمسؤول يخون من دونه والزوج أحياناًيخون أهل بيته والبنت تخون أهلها!!، فقد قلة التقوى والأمانة بين الناس واستفحل الغش والخيانة،الأب مؤتمن على أولاده وزوجته والزوجة كذلك والخطيب مؤتمن على ما يتكلم به لينفع الناس ويرشدهم لالليزيغهم ويكلمهم بما لافائدة فيه في وقت هم أمس الحاجة به إلى معرفة أمور الدين والحلال والحرام،والبائع مؤتمن على مايبيع من غير خيانة وغش وكذا الكاتب مؤتمن على ما يكتب لينفع الناس لاليملى السطور ويظهر فصاحتته للناس من غير معنى مهم أو فائدة ،ولذا كانت الوصية بخطاب الناس على قدر عقولهم ، وكان لكل مقام مقال ولكل فن رجال !!من هذا المنطلق أبين لمن سأل عن سبب كتابتي دائماً للمواضيع الشرعية التعلمية لا الإنشائية الأدبية الشعرية فمن الخيانة أن يستأمن الشخص على نصح الناس فيسرد لهم القصص بغير معنى ولافائدة واليوم الناس شبعوا سياسة وفناً وطرباً، أحوج ما يحتاجونه اليوم التذكير بالأمور الشرعية العقائدية لذا أكرر وأعيد على الناس الدروس الإسلامية الصحيحة العلمية النافعة لاعلى التطرف والغلو والجهل والكلام بما حفظه الناس عن غيب في السياسة والمجتمع. ونصيحة للناس أن يبحثوا عن الأمين ليس في البيع والشراء فقط بل في السؤال عن أمور الدين والإتباع في أمور الشرع فالرجل الأمين في الفتوي الذي شأنه أن يقول في ما لايعرف لاأدري وأن يكون همه النصيحة بالأمانة الشرعية.



"صديق ابليس"

Posted: 01 Oct 2009 02:47 AM PDT

صديقُ إبليس :n200620::n200620:


بسم ِاللهِ الرَّحمن ِالرَّحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد

قبل أكثر من ألفِ سنةٍ في المائةِ الأولى من تاريخ الهجرةِ، كان رجلٌ يعملُ في قَصْرِ الحجاجِ بن يُوسفَ فرأَى جاريةًً علِقَت نفسُه بها، وكان هذا الرَّجُلُ ذات يومٍ انكبَّ من يدِ رَجُلٍ زِقًّ (وعاء) عَسَلٍ، فصارت الأطفالُ يأكُلونَ منْ هذا العسَلِ، وهم يقولونَ أخزى اللهُ إبليسَ، يَسُبُّون إبليسَ ويأكُلون من هذا العسلِ، فقالَ هذا الرَّجُلُ الذي يعْمَلُ في قصرِ الحجاجِ قولوا جزى اللهُ إبليسَ خْيْرآ لأنَّهُ هو السبَبُ بِأكْلِكُم من هذا العسلِ ولا تقولوا أخزى اللهَ إبليسَ، فظهرَ لهُ إبليسُ متشَكِّلآ فقالَ له أنت لك عندي يَدٌ بَيْضاءُ، معناهُ لكَ عندي حقٌ بالمُكافأةِ، متى ما أرَدْتَ لِقَائي فالعلامَةُ بيني و بينكَ كذا، فصار هذا الرَّجُل معروفآ، صار يُقالُ له صديقُ إبليسَ، مِنْ كَثْرَةِ ما تُقْضى حاجاتُ النَّاسِ على يَدِهِ بسبَبِ إبليسَ، ثمَّ هذا الرّجُل تذكَّر ما قالَ له إبليسُ فقالَ أقصِدُ إبليسَ لأصِلَ إلى هذه البنت، إبليسُ أعطاهُ علامةً قال له إفعل كذا وكذا فأحضُرَ، فطلبهُ فحضرَ، فشكى له، فصارَ إبليسُ يُحْضِرُها له في الليلِ ثم عند الصَّباحِ يَرُدُّها الى قصْرِ الحجَّاجِ ثُمَّ الحجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ رأى هذهِ البنتَ مُكْتَئِبَةً فقالَ لها ما بالُكِ، فَقَصَّت لَهُ قِصَّتَها وأخْبَرَتْهُ بِأنَّها تُساقُ في الليلِ الى بيتِ رَجُلٍ لِيَزنِيَ بِها ثُمَّ تُعادُ، فقالَ لها الحجَّاجُ إنْ عادَ فأخَذَكِ فَخُذي معكِ هذا الصِّبْغَ فاصبُغي بهِ باب بيتِه، ففعلت، ثُمَّ هو أرْسلَ العَسْكَرَ ليفتِّشوا ففَتَّشوا فوجدوا بيتآ عليه هذا الصِّبْغَ الخاص، فأخذوا هذا الرَّجُلَ إلى الحجَّاجِ، فبينما هو هناك جاءَ الشَّيْطانُ فأخذهُ، أنقَذَهُ منَ القَتْلِ، أخذهُ في الهواءِ وغَيَّبَهُ، لا يُعرَفُ لهُ بعد ذلك خبَرٌ، ولو وجدَهُ الحجَّاجُ لقتلهُ، إبليسُ شكرَهُ لهذه، لأنَّهُ نهى الأطفالَ عن سبِّ إبليسَ وقالَ لهم هذا العسَلُ بسَبَبِ إبليسَ حصَلْتُم علَيْه، وقالَ لهُم قولوا جزى اللهُ إبليسَ خيْرآ فكفَرَ بهذهِ الكلِمةِ، بِسَبَبِ هذهِ الكلِمَةِ صار لهُ عندَ إبليسَ منزلَةٌ كبيرةٌ، إبليسُ فَرِحَ منهُ فساعدَهُ. لا يُغْتَرُّ بالشَّخصِ إذا كان يحصُل على يدِه شِفاءٌ للمجانينَ وأصحابِ العاهاتِ، إلاّ أن يُعرَفَ حالُه، إن وجِدَ مُستقيمآ بطاعةِ اللهِ يُظَنُّ بِهِ الوِلايَةُ وإلاَّ لا يُظَنُّ به الولايةُ. واللهُ سبحانهُ وتعالى أحكم.



"ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها"

Posted: 01 Oct 2009 02:44 AM PDT

ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها




إن هذه الأرض قد أصلحها الله تعالى أتم الإصلاح برحمته ونعمته، وفضله على خلقه، حين أراد بهم رشداً، فأرسل إليهم رسله، وأنزل عليهم كتبه متضمنة من البينات والهدى ما تكفل لهم به سبحانه من أسباب السعادة في العاجلة والآجلة، وعداً منه حقاً، لا يتخلف ولا يتبدل؛ فصلحت بذلك هذه الأرض صلاحاً هو غاية الصلاح وأكمله وأنفعه وأبقاه، بل لا صلاح في الحقيقة إلا هذا الصلاح التام الشامل الذي جاء به هذا الدين في كل شرعة من شرائعه. ولا عجب أن كان الإفساد في الأرض بعد إصلاحها من أعظم الإفساد وأقبحه، وأشده إيغالاً في الشر وإمعاناً في النكر. وإن للإفساد في الأرض صوراً كثيرة وألواناً عديدة لا تكاد تقع تحت الحصر، ألا وإن أعظم هذا الإفساد الشرك بالله عز وجل الشرك بالله عز وجل بصرف العبادة إلى غيره، وهو ظلم عظيم كما قال سبحانه في وصية لقمان لابنه: يٰبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].



وإنه لظلم عظيم يظلم به المرء نفسه أشد الظلم، ويغبنها أعظم الغبن، إذ يسوي الخالق القادر الرازق المدبر المحيي المميت، المتفرد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته بالمخلوق العاجز الفاني، ولذا كان مثل من أشرك بالله كمثل من هوى من القمة الشاهقة العالية إلى أسفل دركات الحضيض، كما قال سبحانه: وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج:31]. فأي فساد في الأرض أعظم من فساد من يدعو مع الله أحداً لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً، ولا حياةً ولا نشوراً.أو أن يشبه الله الخالق العظيم بالمخلوق الضعيف,فالأنسان المحتاج للمكان والطعام والحياة لايشبه بالرب الخالق الغني عن كل المخلوقات. ومن ألوان الفساد في الأرض وصوره أيضاً التردي في ردهة الخطايا، والتلوث بأرجاسها في مختلف ألوانها، ومن أعظمها تلك الكبائر الموبقات المهلكات التي توعد الله من اقترف منها شيئاً بأليم عقابه، وعظيم نكاله، وبينها رسول الله في الصحيح الثابت من سننه، ومنها السحر، وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، والزنا، ومعاقرة الخمر، وتعاطي المخدرات، والسرقة، وقطيعة الرحم، وغير ذلك من الموبقات التي يوبق بها المرء نفسه ، فتنتقص من إيمانه ، ويغدو باقترافها مطية طيعة للشيطان يسوقها إلى حيث شاء من سبل الشرور ومسالك الغواية ويطمس بصره عن البينات، ويعمي بصيرته عن الهدى، ويزين له عمله، ويمد له في غيه، ويحسّن له عوجه، حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن، فيحسب أن ما هو عليه من الإفساد في الأرض هو الصلاح حقاً بلا ريب، شأن أهل النفاق الذين أخبر سبحانه عن حالهم بقوله: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلارْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ [البقرة:11-12].



ومن صور الفساد في الأرض ما يفعله الظلمة اليوم في الأرض من عدوان سافرٍ، وبغي مخضع تبدي جلياً في هذا القتل والهدم والتشريد والحصار الذي لم يستثن شيخاً كبيراً، ولا شاباً نضيراً، ولا طفلاً صغيراً، ولا غرو فإنها حلقة من سلسلة من حلقات الإفساد في الأرض.وإذا كان الفساد في الأرض إنما يقع فيها بما كسبت أيدي الناس، وبما اجترحوه من سوء ؛ كما قال سبحانه: ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ [الروم:41]. فإن مما لا يرتاب فيه أولو الألباب أن علاج ذلك ورفعه إنما يكون أيضاً بما تكسبه أيدي الناس ؛ لأنه سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولا يتم ذلك إلا إذا تاب الخلق إلى ربهم ، والتمسوا رضوانه فعبدوه حق العبادة، وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا وَٱدْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ [الأعراف:56].


اللجوء الي "السحر" وترك طاعة الله

Posted: 01 Oct 2009 02:42 AM PDT

اللجوء الى السحر وترك طاعة الله


الدرس الاول

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلىءاله و

صحبه الطيبين الطاهرين اما بعد:

فيا أيها الاحبه المأمنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان كثيرا من الناس اليوم يلجأون اذا وقعوا في الضيق الى المعاصي ويتركون طاعة الله تعالى، وبعض الناس يشتغلون بالسحر للتوصل لغايات يريدونها وهذا خلاف قوة التوكل على الله تبارك وتعالى التي امرنا بها. فقد كثر في هذا الزمان هذا الامر جد ا، و الفضل لله تبارك وتعالى انه يوجد في شرعنا الحنيف ما نتحصن به لدفع اذى السحر والحسد وغير ذلك. كان رجل من التابعين يقال له كعب الاحبار، كان في الاول من اليهود ثم اسلم فحسن اسلامه وصار عالما تقيا. هذا الرجل قال: لولا كلماتٌ كنت اقولهن لجعلتني اليهود حمارا. هذه الكلمات ايها الأحبه ينبغي ان تقال في الصباح والمساء من قالها بنية صحيحة و قراءة صحيحه لا يضره باذن الله اي سحر يعمل له فاحفظوها وهي‏أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا ‏ ‏يُجَاوِزُهُنَّ ‏‏ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ‏ ‏ ‏وَذَرَأَ ‏وَبَرَأَ ." واعلموا ان الوجه اذا اطلق على الله لا يراد به الجارحه لان الجوارح مخلوقة بل قد يطلق على معنى الذات اي ان ذات الله اعظم من كل عظيم وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يقال سبع مرات من قرأه صباحا ومساءا قراءة صحيحة بنية صحيحة كفاه الله ما يهمه من امر الدنيا والاخرة فحافظوا ايضا على هذا الدعاء في الصباح والمساء و هو:

" ‏حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ." وورد ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء من قاله صباحا ومساءا ثلاث مرات لم يصبه في ذلك اليوم فجاءة بلاء وهو:" بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " وثبت ايها الاحبة ايضا في الحديث ان من قرأ اية الكرسي صباحا ومساءا حفظ من اذى الشياطين فلا تفوتوا على انفسكم هذه الفوائد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "‏ ‏لَا يَشْبَعَ الْمُؤْمِنُ مِنْ خَيْرٍ حَتَّى يَكُونَ مُنْتَهَاهُ الْجَنَّةُ ". اللهم فقهنا في ديننا واحفظنا واهلينا واحبتنا من الحسد والسحر والزلل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




"تعريف الكبيرة""

Posted: 01 Oct 2009 02:39 AM PDT

تعريف الكبيرة


الحمد لله رب العالمين له النعمةُ وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البرّ الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وحبيب رب العالمين، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وءال كل والصالحين وسلام الله عليهم أجمعين.



اعلم رحمِكَ الله أن الكبيرة عُرِّفَت بألفاظ متعددة ومن أحسن ما قيل في ذلك: "كل ذنب أُطلق عليه بنص كتاب أو سنة أو إجماع أنه كبيرة أو عظيم، أو أُخبِرَ فيه بشدة العقاب أو عُلِّق عليه الحدُّ و شُدِّد النكير عليه فهو كبيرة". وكذلك ما ورد في الحديث أن من فعله فهو ملعون فهو كبيرة. وأكبر الكبائر بعد الكفر قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق وقد عدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبعِ الموبقات أي المهلكات.



والقتل فيه الكفارة مطلقا أي لمن قتل عمدًا ولمن قتل خطأً، وهي عتق رقبة مؤمنة سليمة مما يخل بالعمل ليس بها شىء يخل بالعمل كالعرج، فإن عجزَ صام شهرين متتابعين. وفي القتل العمد القِصاص ومعناه يُقتل ويُخرَجُ كفارة من تركته إلا إن عفا عنه الوارث على الدِّية وهي مائةٌ من الإبل أو مجانًا، فإذا عفا ورثة القتيل عن القاتل على الديةِ سقط القِصاص أي لا يُقتل القاتل وكذا إن عفوا عنه على مال غيرِ الدية أو عفوا عنه مجانًا سقط القتل أيضًا. وفي قتل الخطأ وشِبهِه الديةُ وهي مائة من الإبل للذكر الحر المسلم ونصفها في الأنثى الحرة المسلمة، وتختلف صفات الدية بحسب القتل. والقتل الخطأ هو أن لا يقصد عينه بفعلٍِ كأن زلق ووقع عليه فمات، وشِبه الخطأ هو أن يقصده بما لا يُتلفُ في الغالب كغرزه بإبرة في غير مَقتَلٍ وفي غير شدة نحو حر وبرد بنحو عصا أو سوط لمن يحتمل الضربَ به، فيموتُ بسبب ذلك. والقِصاصُ معناه قتل القاتل أخذ الحق منه، أما المسامحة على المال يقال له ديَة، أما لو سامحه مجانا يقال له عفوٌ، وفي غير القتل أيضا القصاص، إذا فقأ عينًا يثبتُ القِصاصُ، إن بلغ الأمر إلى الحاكم وطلب الوارث القصاص فرضٌ على الحاكم أن يُنفّذ له، كذا يثبت القِصاص بقطع الأذن أو الأنف أو اليد أو الرجل أو نحو ذلك، فالقصاص ثابت أيضا في الأطراف و الجراحات. ومن الكبائر أيضا كسر عظم المسلم أو جرحه بنحو حديدة، أو ضربه ضربًا شديدًا وقتاله إرادةَ قتله بغير حق كذلك من الكبائر، وكذا شتمه أو لعنه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سِبابُ المسلم فسوق وقتاله كفر" أي يشبه الكفر. ومن الكبائر أيضا كسر عظم المسلم بعد موته أو تشريحه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كسرُ عظم الميِّت ككسره حيًّا". ومن الكبائر أيضا استخدام الحرِّ أي المسلم الذي ليس عبدًا مملوكًا لغيره كُرهًا أي رغمًا عنه.



وسبحان الله والحمد لله رب العالمين.



------------------------------------------------



الصحابة يقولون : يا محمداه يا محمداه ??

Posted: 01 Oct 2009 02:33 AM PDT

الصحابة يقولون : يا محمداه يا محمداه


الصحابة يقولون "يا محمداه يا محمداه"



مسيلمة بن حبيب المسلمون سمَّوه مسيلمة الكذاب لأنه ادعى الرسالة، قال أنا رسول الله.



أبو بكرٍ أرسل جيش المسلمين لقتاله مع جماعته الذين تبعوه وعلى رأسهم خالد بن الوليد، فصار المسلمون يقولون "يا محمداه يا محمداه" حتى ينصرهم الله.



فقتل المسلمون من أتباع مسيلمة عشرة ءالاف وقُتِلَ من المسلمين ستمائة، ومسيلمة قتله خالد بن الوليد، وأسلم قسمٌ


الصحابة نهضتهم النظرة المحمدية

Posted: 01 Oct 2009 02:29 AM PDT


الصحابة نهضتهم النظرة المحمدية


الصحابة نهضتهم النظرة المحمدية



الصَّحَابَةَ من شِدَّةِ الهِمَّةِ في الطَّاعةِ
وصِدْقِ الرَّغبةِ في الآخِرَةِ معَ البُؤسِ الشَّديدالذي كانوا فيهِ كانوا
إن دُعُوا إلى الجِهادِ يخْرُجونَ،
إذا اسْتُنفِروا يسْتَنْفِرونَ وأمَّا بالنِسبَةِ لِلطَّعَامِ
فكانوا يأتونَ إلى مسجِدِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ
فكانَ الرَّسولُ يَأخُذُ قِسماً مِنهُم
يُطْعِمُهُم وبعضُ الصَّحابةِ يَأخُذونَ قِسمَاً فَُيطْعِمُونَهُمْ
لأَنَّ هَؤُلاءِ الصَّحابَةَ ليسَ لهم أهلٌ
ولا مالٌ ولا معارفُ،
صبَروا على هذا الفَقْرِ والبُؤْسِ
صَبْراً تامَّاً وكانوا بعدما يأكُلونَ
يعودونَ الى المسجِدِ لِيناموا فيهِ، كانَ منامُهُم في مُؤَخَّرِ المسْجِدِ. فلو كانَ الصَّحابَةُ مِثْلَنَا يلتَزِمونَ التَّنَعُّمَ بالأَكْلِ اللذيذِ والثِّيَابِ الفاخِرَةِ ما انْتشرَ الإسْلاَمُ بل كانَ بقيَ في الجزيرةِ العربيَّةِ.



تفسير قول الله تعالى : "الرحمن على العرش استوى"

Posted: 01 Oct 2009 02:24 AM PDT

تفسير قول الله تعالى : الرحمن على العرش استوى


قال المؤلف رحمه الله : تَفسِيرُ الآيةِ: ﴿ الرحمن على العرش استوى﴾[5 سورة طه] .

يَجِبُ أن يكونَ تفسيرُ هذه الآية بغيرِ الاستِقرارِ والجلوسِ ونحوِ ذلكَ
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا].

الشرح:الذي يعتقدُ أن معنى قولِ الله تعالى: ﴿ الرحمن على العرش استوى﴾(5) جَلَسَ أو استقرَ أو حاذَى العرشَ يَكفُر.

قال المؤلف رحمه الله: فَيَجِبُ تَركُ الحَملِ على الَظاهِر بَل يُحَملُ على مَحْملٍ مُستَقيمٍ في العُقُولِ فتُحمَلُ لفظَةُ الاستِواءِ على القَهرِ ففي لُغَةِ العَرَبِ يُقالُ استَوى فُلانٌ على المَمَالِكِ إذا احتَوَى على مَقَالِيدِ المُلكِ واستَعلى على الرقَابِ.

الشرح:ءاية الاستواءَ تُحملُ على القهرِ ، أو يُقالُ استوى استواءً يليقُ به، أو يقال :

﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ بلا كيفٍ ، أما من أرادَ التأويلَ التفصيليَ فيقولُ قَهَرَ ويجوزُ أن يقولَ استولى.

ومعنى قول المؤلف: (( واستعلى على الرقَابِ )) اي استولى على الأشخاصِ اي على أهل البلدِ.

ومعنى قَهرِ الله للعرشِ الذي هو أعظمُ المخلوقاتِ أن العرشَ تحت تصرُّف الله هو خلقَهُ وهو يحفظهُ ، يحفظُ عليهِ وجودهُ ولولا حفظُ الله تعالى له لهَوى إلى الأسفلِ فتحطَّمَ ، فالله تعالى هو أوجدَهُ ثم هو حفظهُ وأبقاهُ ، هذا معنى قَهَرَ العرشَ ، هو سبحانَهُ قاهرُ العالم كلّه ، هذه الشّمسُ والقمرُ والنّجومُ لولا أن الله يحفظُها على هذا النّظامِ الذي هي قائمةٌ عليه لكانت تهاوَت وحطَّم بعضُها بعضًا واختلَّ نظامُ العالمِ .

والإنسانُ قهرَهُ الله بالموتِ ، أيُّ مَلِكٍ وأيُّ إنسانٍ رُزِقَ عمرًا طويلاً لا يملكُ لنفسِهِ أن يحميَ نفسَهُ من الموتِ فلا بدَّ أن يموتَ .

وليُعلَم أن الاستواءَ في لغةِ العربِ له خمسة عشرَ معنًى كما قالَ الحافظُ أبو بكر بن العربيّ ومن معانيهِ : الاستقرارُ والتَّمامُ والاعتدَال والاستعلاءُ والعلوُّ والاستيلاءُ وغير ذلك ، ثم هذه المعاني بعضُها تليقُ بالله وبعصُها لا تليقُ بالله . فما كان من صفات الأجسام فلا يليق بالله .

يقولُ حسن البنّا في كتابِ العقائدِ الأسلاميَّةِ : ( السَّلفُ والخلفُ ليس بينهم خلافٌ على أنه لا يجوزُ حملُ ءايةِ الاستواءِ على المعنى المتبادرِ ) وهذا الكلام من جواهِرِ العلمِ .

فإن قالَ الوهَّابيُّ : ﴿ الرحمن على العرش استوى ( 5) ﴾ ( على ) أي فوق ، يقالُ لهم : ماذا تقولونَ في قولِهِ تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10 ) ﴾ [ سورة المجادلة ] هل يفهمونَ من هذه الآية أن العبادَ فوق الله ؟ فإن ( على ) تأتي لعلوّ القدرِ وللعلوّ الحِسّيّ ، وقد قالَ الله تعالى مُخبرًا عن فرعون أنه قال : ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ( 24 ) ﴾ [ سورة النازعات ] أرادَ علوَّ القهرِ بقولِِهِ : ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾ .

وقد ذَكَرَ الإمامُ أبو منصورٍ الماتريديُّ في تأويلاتِهِ في قولِهِ تعالى ﴿ ثُمَّ استوى على العرش 54) ﴾ [ سورة الأعراف ] يقولُ : ( أي وقد استوى ) ، ومعناهُ أنَّ الله كانَ مستويًا على العرشِ قبلَ وجودِ السمواتِ والأرضِ ، وبعضُ الناس يتوهَّم من كلمة ( ثم ) أن الله استوى على العرشِ بعد أن لم يكن يظنُّونَ أن ثُمَّ دائمًا للتأخُّر ، ويصحُّ في اللُّغة أن يقالَ أنا أعطيتُكَ يوم كذا كذا وكذا ثم إني أعطيتُكَ قبلَ ذلك كذا وكذا ، فإن ( ثم ) ليست دائمًا للتَّأخُّرِ في الزَّمن ، أحيانًا تأتي لذلكَ وأحيانًا تأتي لغيرِ ذلك ، قال الشَّاعر :

إِنَّ مَنْ سَادَ ثُمَّ سَادَ أبُوهُ ثُمّ قَدْ سَادَ قَبْلَ ذَلِكَ جَدُّهْ

ويُروى عن أمّ سلمةَ إحدى زوجاتِ الرّسولِ ويروى عن سفيانَ بنِ عيينةَ ويروى عن مالكِ بن أنسٍ أنهم فسَّروا استواء الله على عرشِهِ بقولهم: الاستواءُ معلومٌ ولا يقالُ كيفٌ والكيفُ غيرُ معقولٍ . ومعنى قولهم :

( الاستواء معلومٌ ) معناهُ معلومٌ ورودُهُ في
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]ِ أي بأنه مستوٍ على عرشِهِ استواءً يليقُ به ، ومعنى :

( والكيفُ غير معقولٍ ) أي الشَّكلُ والهيئةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا غير معقولٍ أي لا يقبلُهُ العقلُ ولا تجوزُ على الله لأنها من صفات الأجسام ، وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه عن الاستواء فقال : ( استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ) .

وقد ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : ( استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ) ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم : ( والكيفُ غيرُ معقول ) . وهذه الكلمةُ قالها بعض الأشاعرة مع تنزيهِهِم لله عن الجسميةِ والتحيزِ في المكان والجهةِ وهي كثيرةُ الدورانِ على ألسنةِ المشبهةِ والوهابيةِ لأنهم يعتقدونَ أن المرادَ بالاستواءِ الجلوسُ والاستقرارُ أي عند أغلبِهم وعندَ بعضِهم المحاذاةُ فوق العرش من غير مماسة ، ولا يدرونَ أن هذا هو الكيفُ المنفيُّ عن الله عند السلفِ ، ولا يُغْتَرُّ بوجودِ هذه العبارةِ في كتابِ إحياء علومِ الدينِ ونحوهِ ولا يريدُ مؤلفُهُ الغزاليُّ ما تفهمُهُ المشبهةُ لأنه مُصَرّحٌ في كتبِهِ بأن الله
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] وعن الحَدّ والمقدارِ لأن الحدَّ والمقدارَ من صفاتِ المخلوقِ قال الله تعالى :﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) ﴾ [ سورة الرعد] . فالتحيز في المكان والجهة من صفات الحجم والله ليس حجمًا . وما يوجد في بعض كتب الأشاعرة من هذه العبارة الاستواء معلوم والكيفية مجهولة غلطة لا أساس لها عن السلف لا عن مالك ولا عن غيره وهي شنيعة لأنها يفهم منها المشبه الوهابيّ وغيره أن الاستواء كيفٌ لكن لا نعلمه مجهول عندنا . وأما من أوردها من الأشاعرة فلا يفهمون هذا المعنى بل يفهمون أن حقيقة الاستواء غير معلوم للخلق فالوهابية تقصد بها ما يناسب معتقدها من أن الله حجم له حيّز . والعجب منهم كيف يقولون إنّ الاستواء على العرش حسيّ ثم يصفونه بالكون مجهولا . ولعلهم يريدون بهذا هل هو قعود على شكل تربيع أم على شكل ءاخر.

فإن قيلَ : لماذا قالَ الله تعالى بأنه استوى على العرشِ على حَسَبِ تفسيرِكم بمعنى قَهَر وهو قَاهرُ كلّ شئٍ ؟ نقول لهم : أليسَ قال : ﴿ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( 129) ﴾ [ سورة التوبة] مع أنه ربُُّ كلّ شئٍ؟!

قال المؤلف رحمه الله : كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :

قَد اسْتَوَى بِشْرٌ علَى العِراقِ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْراقِ

الشرح: ( مهراق) تُلفظ القافُ المكسورة وكأَنَّ في ءاخرِها ياءً ولو لم تكن الياءُ مكتوبةً ، والمعنى أنه سَيطَرَ على العراقِ ومَلَكَهَا من غير حَربٍ وإراقَةِ دِمَاءٍ .

قال المؤلف رحمه الله : وفَائِدَةِ تَخْصِيص العَرْشِ بالذّكْرِ أنَّهُ أعْظَمُ مَخلُوقَاتِ الله تَعَالى حجمًا فيُعْلَمُ شُمُولُ ما دُوْنَه مِنْ بَابِ الأَوْلَى . قَالَ الإمَامُ عَلِيٌّ : ( إنَّ الله تَعَالى خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لقُدْرَتِهِ ، ولمْ يَتّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ ). رواهُ الإمامُ المحدثُ الفقيهُ اللغويُّ أبو منصورٍ التميميُّ في كتابهِ التبصرة .

الشرح: إذا قلنا : الله تعالى قهر العرش معناهُ قَهَرَ كلَّ شئٍ وإنما خصَّ العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات حجمًا وهو محدود لا يعلم حده إلا الله . وبئسَ معتقدُ
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] فإنه قال : الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو اهـ فيقال لمن يقول قوله هذا قد قلت الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو فقد شبهته بالعرش فماذا يفيد قولكم في الله إن له حدًا لكن لا يعلم حده إلا هو .

فإن قيلَ : كيفَ تقولونَ خَلقَهُ إظهارًا لقدرتِهِ ونحنُ لا نَراهُ ؟ نقولُ : الملائكةُ الحافُّون حولَهُ يرونَهُ والملائكةُ لما ينظرونَ إلى عِظَمِ العرشِ يزدادونَ خوفًا ويزدادونَ عِلمًا بكمالِ قدرةِ الله ، لهذا خَلَقَ الله العرشَ . وقولُ سيدنا علي الذي مرّ ذكره رواهُ الإمام أبو منصورٍ البغداديُّ في كتابه التبصرة.

قال المؤلف رحمه الله: أَوْ يُقَالُ : اسْتَوَى اسْتِوَاءً يَعْلَمُهُ هُوَ مَع تَنزِيْهِهِ عن اسْتِواءِ المخْلُوقِيْنَ كَالجُلوسِ والاسْتِقرارٍ .

الشرح: مَن شَاءَ يقولُ : استوى استواءً يليقُ بهِ من غير أن يُفَسّرَهُ بالقهرِ أو نحوهِ فيكونُ أوَّل تأويلاً إجماليًّا ، ومن شَاءَ أوَّلَ تأويلاً تفصيليًّا فقال: استوى أي قَهَرَ .

قال المؤلف رحمه الله : واعْلَم أَنَّه يَجِبُ الحَذَرُ مِنْ هؤلاءِ الذينَ يُجِيزُوْنَ علَى الله القُعُودَ علَى العَرْشِ والاسْتِقْرارِ عليه مُفَسّرينَ لِقَوله تعالى : ﴿ الرحمن على العرش استوى(5) ﴾ بالجُلُوسِ أو المحاذاةِ من فوق.



الشرح: هؤلاءِ هم
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] وقَبلهم أناسٌ كانوا يعتقدونَ ذلكَ ففسَّروا الآيةَ بالجلوسِ فقالوا : الله تعالى قاعدٌ على العرشِ ، هؤلاءِ يجبُ الحَذَرُ منهم .

قال المؤلف رحمه الله : ومُدَّعِينَ أَنَّه لا يُعقَلُ مَوْجُودٌ إلا في مَكَانٍ ، وحُجَّتُهم دَاحِضَةٌ.

الشرح: يقولون : كيفَ يكونُ موجودٌ بلا مكانٍ ، والموجودُ لا بدَّ له من مكانٍ ، الله موجود إذًا له مكانٌ ، وحجَّتُهم هذِهِ داحضةٌ باطلةٌ ، لأنهُ ليسَ من شرطِ الوجودِ التحيزُ في المكانِ أليسَ الله كان موجودًا قبل المكانِ والزمانِ وكلّ ما سواهُ بشهادةِ حديثِ : ( كان الله ولم يكن شئٌ غيرُهُ ) فالمكانُ غيرُ الله والجهاتُ الحجمُ غيرُ الله فإذًا صحَّ وجودُهُ تعالى شرعًا وعقلاً قبلَ المكانِ والجهاتِ بلا مكانٍ ولا جهةٍ ، فكيفَ يستحيلُ على زعم هؤلاءِ وجودُهُ تعالى بلا مكانٍ بعد خلقِ المكانِ والجهاتِ . ومصيبةُ هؤلاءِ أنهم قاسوا الخالقَ على المخلوقِ قالوا : كما لا يُعقَلُ وجودُ إنسانٍ أو مَلَكٍ أو غيرِ ذلكَ من الأجسامِ بلا مكانٍ يستحيلُ وجودُ الله بلا مكانٍ فَهَلَكوا .

قال المؤلف رحمه الله : ومُدَّعِيْنَ أيضًا أنَّ قَوْلَ السَّلَفِ استوى بلا كَيْفٍ مُوافِقٌ لذَلِكَ وَلم يَدْرُوا أنَّ الكَيْفَ الذي نَفَاهُ السَّلَفُ هُوَ الجُلُوسُ والاسْتِقْرارُ والتّحَيُّزُ إلى المَكَانِ والمُحَاذاةُ وكلُّ الهيئاتِ من حركةٍ وسكونٍ وانفعَالٍ .

الشرح: المحاذاةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا الكيفُ الذي نفاهُ السَّلفُ الذين قالوا في قوله تعالى :

﴿ الرحمن على العرش استوى(5) ﴾ استوى بلا كيفٍ ، ومرادُهُم بقولهم بلا كيفٍ ليسَ استواءَ الجلوسِ والاستقرارِ والمحاذاةِ . المحاذاةُ معناهُ كونُ الشّئِ في مقابلِ شئٍ ، فنحنُ حينَ نكونُ تحتَ سطحٍ فنحنُ في محاذاتِهِ ، وحينَ نكونُ في الفضاءِ نكونُ في محاذاةِ السماءِ ، والسماءُ الأولى تحاذي السماءَ التي فوقَها ، و
[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل للمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا] يحاذي العرشَ ، والعرش يحاذي الكرسيّ من تحت ، والله تَعَالَى لا يجوزُ عليهِ أن يكونَ مضطجِعًا عليهِ ولا أن يكونَ في محاذاتِهِ ، إذ المحاذي إما أن يكونَ مساويًا للمحاذَى وإما أن يكونَ أكبر منهُ وإما أن يكونً أصغر منهُ ، وكلُّ هذا لا يصحُّ إلا للشّئ الذي له جِرمٌ ومساحةٌ والذي له جِرمٌ ومساحةٌ محتاجٌ إلى من رَكَّبَهُ ، والله منزَّهٌ عن ذلك .



------------------------------------------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق